بدأت البنوك
المركزية الكبرى في العالم اتخاذ اجراءات منسقة بهدف تهدئة أسواق الائتمان. وسيقوم
البنك المركزي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي والبنوك المركزية في كل من
بريطانيا وكندا وسويسرا بضخ مليارات الدولارات في الأسواق المالية.
وتهدف عملية ضخ الدولارات الى التخفيف من حدة أوزمة الائتمان لتأمين تمويل رخيص
وتشجيع البنوك على الاقراض والاقتراض.
وقد كان لضخ الدولارات تأثير على الدولار الأمريكي وأسواق المال.
وقال مارتن بلام مدير أبحاث الأسواق الجديدة في مؤسسة "يونيكريديت" في فيينا:"
على المدى القصير أمنت البنوك المركزية الشيء الذي نحتاجه جميعا وهو السيولة
النقدية".
وقد ارتفع مؤشر سوق داو جونز المالي الأمريكي بنسبة 1،5 في المئة بينما ارتفع
مؤشر فوتسي 100 بنسبة 1 في المئة.
وشهد الدولار ارتفاعا حادا مقابل الين كما ارتفعت قيمته مقابل اليورو.
الأزمة مستمرة
وينتاب السلطات القلق لأنه لا توجد بوادر لانفراج الأزمة بعد مرور ثمانية شهور
على بدئها.
وفي بريطانيا أعلنت البنوك التي تمول شراء البيوت عن تباطؤ في عملية الاقراض
بسبب الصعوبات التي تواجهها البنوك في الحصول على التمويل من أسواق المال.
وقد هددت أزمة الائتمان العالمية معدلات النمو الاقتصادي ويعتقد الكثيرون ان
الاقتصاد الأمريكي وهو أكبر اقتصاد في العالم، مقبل على مرحلة كساد.
وكانت الأزمة قد بدأت الصيف الماضي حين كشفت بعض البنوك عن خسائرها من جراء
الاستثمار في سوق العقارات الأمريكي المريض.
"أزمة ثقة"
وتساءل المحرر الاقتصادي في بي بي سي ايفان ديفيز ان كانت خطوات البنوك المركزية
كفيلة باعادة الثقة بأسواق الائتمان على المدى البعيد.
وقال ان البنوك قد تستطيع حل أي مشاكل متعلقة بالسيولة النقدية ولكنها لن تستطيع
عمل الكثير للمؤسسات المالية على المستوى البعيد.
وقال ديفيز"لقد دخلنا المرحلة الثانية من أزمة سببها عدم رغبة البنوك باقراض
بنوك أخرى ليس بسبب غياب السيولة النقدية بل بسبب الخوف من عدم القدرة على السداد".
اجراءات محددة
وقد أعلن كل بنك من البنوك المركزية اجراءات تناسب سوقه، فقد وضع البنك المركزي
الأمريكي 200 مليار دولار تحت تصرف المؤسسات المالية لمدة أربعة أسابيع بدلا من
الفترة المعتادة وهي أسبوعان.
وقال البنك المركزي الأمريكي غي بيان صدر عنه :" لقد تفاقم الضغط مرة أخرى في
بعض الأسواق، ونحن نعمل سويا وسنتخذ الاجراءات الملائمة لمواجهة ضغوط السيولة".
وسيسمح البنك المركزي للمؤسسات المالية بالاقتراض مستخدمة ممتلكات غير آمنة
كغطاء ، مثل الضمانات المرتهنة