السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
الزكاة هي فرض ديني لدى جميع المسلمين وهو دفع جزء من المال تقوم الدولة بجمعه وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين ، وهي واحدة من
أركان الإسلام. وإن تخلت الدولة على فعل ذلك فعلى المسلم أن يقوم بنفسه بأداء الزكاة للفقراء. والزكاة في اللغة العربية تعني البركة والطهارة والنماء والصلاح. وسميت الزكاة لأنها بحسب المعتقد الإسلامي تزيد في المال الذي أخرجت منه، وتقيه الآفات، كما قال ابن تيمية: نفس المتصدق تزكو، وماله يزكو، يَطْهُر ويزيد في المعنى
هي الركن الثالث من أركان
الإسلام الخمسة، وعمود من أعمدة الدين التي لا يقوم إلا بها، يُقاتَلُ مانعها، ويكفر جاحدها، فرضت في العام الثاني من الهجرة، ولقد وردت في القرآن في مواطن مختلفة منها : (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)
البقرة 43) و: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)
المعارج 24/25).
الحكمة من مشروعيتهاأنها تُصلح أحوال المجتمع ماديًا ومعنويًا فيصبح جسدًا واحدًا متماسكا، وتطهر النفوس من الشح والبخل، وهي صمام أمان في النظام الاقتصادي الإسلامي ومدعاة لاستقراره واستمراره وهي من أعلى درجات التكافل الاجتماعي، وهي عبادة مالية، وهي أيضا سبب لنيل رحمة الله تعالى, قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة) ( الأعراف : 156)، وشرط لاستحقاق نصره سبحانه, قال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز, الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة) (الحج :40 - 41)، وشرط لأخوة الدين، قال تعالى: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) (التوبة : 11), وهي صفة من صفات المجتمع المؤمن, قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) التوبة : 71, وهي من صفات عُمّار بيوت الله, قال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله) التوبة: 18 ، وصفة من صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس، قال تعالى: (والذين هم للزكاة فاعلون) (المؤمنون: 4).
مكانة الزكاةوبينت
السنة مكانة الزكاة فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
قال: (أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله, وأنّ محمدًا رسول الله, ويقيموا
الصلاة ويؤتوا الزكاة.) أخرجه
البخاري ومسلم, وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: (بايعت رسول الله
على إقام
الصلاة, وإيتاء الزكاة, والنصح لكل مسلم) أخرجه
البخاري ومسلم, وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدًا رسول الله , وإقام
الصلاة, وإيتاء الزكاة,
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا,
وصوم رمضان .) أخرجه
البخاري ومسلم.
شروط وجوبها
- الإسلام
- ملكُ النصاب
أحكام الزكاةتجب الزكاة في
-
الأنعام ( الإبل و البقر والغنم و بعض العلماء اوجبها في الخيول كذلك).
- الخارج من الأرض كالحبوب و الثمار و الزروع المقتاة حالة الإختيار.
- الذهب و الفضة
والمعدن والركاز منهما وما راج رواجهما في التعامل كالعملة الورقية والحلي (اختلف العلماء في وجوبها)
- أموال التجارة
- زكاة الفطر
ولا تجب قبل بلوغ النصاب و حولان الحول الا في المعدن فانها تجب حالا بعد تنقيته من التراب و في
الركاز فانها تجب حالا ان بلغ النصاب.
نصاب الزكاة وقدر الإخراجأول نصاب الزكاة في
الإبل ست ويخرج عنها شاة عمرها سنة (جذعة ضأن).
أول نصاب البقر ثلاثون و يخرج عنها ذكر أو أنثى من البقر لها سنة (تبيع من البقر).
أول نصاب الغنم أربعون و يخرج عنها شاة عمرها سنة.
أول نصاب الذهب عشرون مثقالا ( 84.875 غراما من الذهب الخالص)
أول نصاب الفضة مائتي درهم ( 594.124 غراما من الفضة الخالصة).
مصارف الزكاة
- الفقراء و الفقير هو من لا يجد كفايته
- المساكين و المسكين من يجد كفايته بالكاد و قد لا تسد حاجته
- الغارمين و الغارم هو الذي تراكمت عليه الديون
- ابن السبيل و ابن السبيل هو المسافر الذى قد يكون نفد ماله و هو في مكان غير بلده
- في سبيل الله و يشمل العديد من الأعمال التى لا يبتغي فيها صاحبها الا و جه الله و يعد من أوسع مصارف الزكاة
- العاملين عليها و هم العمال القائمين على شأن الزكاة حيث ان الزكاة في الإسلام نظام كامل متكامل يتطلب من يقوم على تطبيقة و التفرغ التام له و من ثم أجاز الشارع الحكيم لهؤلاء العاملين عليها ان يؤجروا منها أي الزكاة
- المؤلفة قلوبهم و هم ضعاف الإيمان من المسلمين الذين يخشى عليهم من فتنة الفقر
- في الرقاب و هم العبيد و الإماء المكاتبون أي من الذين اتفقوا مع من يملكونهم على ان يتم تحريرهم نظير مبلغ معين فتجوز الزكاة لهم حتى يصبحوا أحراراً
الزكاة وآل بيت النبي الصدقة (الزكاة) لا تحل لآل محمد ؛ وذلك لأنهم أشرف الناس ، والصدقات والزكوات أوساخ الناس ، ولا يتناسب لأشراف الناس أن يأخذوا أوساخ الناس، و الاحاديث في ذلك كثيرة منها ما رواه مسلم في صحيحه : أن النبي
كان إذا أتي بطعام سأل عنه فان قيل هدية أكل منها وإن قيل صدقة لم يأكل منها
(1) . كما قال النبي
لعمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه : (( إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ؛ إنما هي أوساخ الناس ))
(2) . و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله
: (( كخ كخ ، أرم بها ، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة ؟ )) متفق عليه
(3).
وفي رواية : (( أنَّا لا تحل لنا الصدقة))
(4) ، وقوله : (( كخ كخ )) يقال بإسكان الخاء ويقال بكسرها مع التنوين ، وهي كلمة زجر للصبي عن المستقذرات ، وكان الحسن رضي الله عنه صبياً.
مقارنة بين الزكاة والضرائب
- الزكاة فريضة إسلامية لكن الضريبة يفرضها القانون.
- الزكاة تأديتها عبادة لله وتنجي الفرد من عذاب الآخرة والضريبة تأديتها انقياد للقانون حتى لايعاقب في الدنيا.
- الزكاة لا يمكن التهرب من آدائها لأن الله يراقب العباد لكن الضرائب يمكن للمرء التلهرب منها.
- الزكا تصل مباشرة من الأغنياء للفقراء أما الضرائب فقد يتهرب منها الأغنياء ويجبر على دفعها الفقراء.
- الزكاة يؤديها المسلم مقبل عليها وهو طائع اما الضريبة يؤدها الفرد وهو مجبر تحت سطوة القانون.
إخواني نحن في العشر الأواخرمن الشهر المبارك شهر الصيام و في هذه الفترة تخرج زكاة الفطرالتي نرجوا من الله أن يتقبلها منا بمزيد من الأجر و المغفرة و الله لا يضيع أجر المؤمنين
أخواني إن هنا من اليتامي و الفقراء الذين هم بحاجة للزكاة فلا تعطوها لغيرهم